ازداد الحديث خلال الأيام القليلة الماضية عن آلية الدعم النقدي في سوريا وسط تقارير أشارت إلى قرب موعد العمل بالآلية الجديدة لتوزيع الدعم نقداً بدلاً من آلية الدعم السلعي والعيني المعمول بها حالياً في البلاد، بحسب التقارير فأن هناك أمران أثار جدل واسع بين السوريين حول الدعم النقدي سواء بين الخبراء في مجال الاقتصاد أو بين السوريين في الشارع السوري عموماً.
أوضحت التقارير أن الأمر الأول الذي أثار جدلاً وتساؤلات عديدة هو قيمة حصة الفرد من النقدي وكم المبلغ الذي سيحصل عليه شهرياً كل فرد من أفراد العائلات المستحقة في سوريا.
أشارت إلى أنه ووفقاً لتقديرات الخبراء المبنية على معلومات تم تداولها خلال مناقشات اللجنة الاقتصادية مع وزارة المالية في سوريا، فإن حصة الفرد من الدعم النقدي من الممكن أن يتم تحديدها بمبلغ 129 ألف ليرة سورية.
أضافت أن الجهات المعنية قامت بتقدير المبلغ وفق ما يتم منحه للسوريين بالسعر المدعوم في قطاعات المازوت والغاز والخبر دون بقية المواد والسلع المدعومة.
نوهت التقارير إلى أن تقدير المبلغ وفق بعض المواد فقط دون بقية المواد التي تباع بالسعر المدعوم سيترك فجوة كبيرة، حيث من المفترض أن يتم تقدير المبلغ وتحديده وفق ما يحتاج إليه كل فرد من كافة المواد والسلع، لاسيما أنها ستباع بعد تطبيق آلية الدعم النقدي بالسعر المتداول في السوق وليس بالسعر المدعوم كما هو الحال في الوقت الراهن.
وفق التقارير فإن معظم الخبراء والمحللين في مجال الاقتصاد يرون بأن آلية الدعم النقدي بشكلها الحالي الذي تم الإعلان عنه سيكون مصيرها الفشل، مؤكدين أن الآلية بحاجة إلى إجراء تعديلات جذرية عليها.
أفادت التقارير أمن الأمر الآخر الذي أثار جدلاً واسعاً مع قرب تطبيق آلية الدعم النقدي بدلاً من الدعم السلعي، هو كيفية تحويل الأموال إلى المستفيدين.
يرى معظم المحللين أن مسألة تحويل الدعم النقدي إلى الحسابات المصرفية للمستفيدين من الدعم سيكون له تداعيات سلبية كبيرة وزيادة في التعقيدات والمشكلات التي يعاني منها القطاع المصرفي في سوريا.
لفت المحللون إلى أن البنية التحتية وعدد أجهزة الصراف الآلي في سوريا لا يخدم مسألة تحويل أموال الدعم النقدي إلى الحسابات المصرفية لما سيسببه من ازدحام شديد، حيث أن العائلات المستفيدة قد لا تتمكن من الحصول على مبلغ الدعم لمدة شهرين أو أكثر.
في ضوء ما سبق طالب العديد من المحللين والخبراء أن يتم توجيه مبلغ الدعم النقدي إلى البطاقة الذكية بشكل مباشر ليتم من خلاله شراء المواد الأساسية مثل الخبز والمازوت والغاز.