أوضح خبير اقتصادي سوري أن التحول من دعم السلعي إلى الدعم النقدي في سوريا هو خطوة منمقة تهدف إلى تخفيف عبء الدعم للتخلص منه تدريجياً، أكد أن هذه الخطوة رغم تأخرها تأتي في الاتجاه الصحيح لكنها تواجه تحديات كبيرة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة والمعقدة التي تمر بها البلاد.
أشار الخبير الاقتصادي ابراهيم نافع قوشجي ثمة هناك بعض الأسئلة يجب أن تُطرح، هل رفع الدعم سيكون عن السلع فقط وتحويل الدعم النقدي لحملة البطاقة الذكية؟ وهل سيشمل رفع الدعم قطاع الخدمات كالتعليم والصحة مثلاً؟ وهل توجد خطة علمية واضحة لبرنامج رفع الدعم؟
وفق صحيفة الوطن المحلية ذكر قوشجي أنه على كل الأحوال دعم السلع والخدمات بات معضلة كبيرة يجب التخلص منها بخطة محكمة لحماية الطبقات الفقيرة والمتوسطة بل لحماية المجتمع بأكمله، ولهذا يجب أن تتوافر عدة نقاط رئيسة في خطة رفع الدعم منها: رفع حماية الصناعة الوطنية، أي تحرير الاقتصاد من كل القيود لخلق سوق منافسة حقيقية تزود الأسواق بالسلع والخدمات بجودة عالية وبأسعار حقيقية، مشير إلى أنه وصلت أسعار بعض السلع الضرورية والغذائية لأعلى من أسعارها العالمية مثل زيت القلي والثوم حالياً.
أشار إلى أن من النقاط الرئيسية التي من الضروري العمل عليها رفع الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع مستوى معيشي يؤمن حد الكفاية لكل أسرة من الغذاء والصحة والتعليم والنقل والطاقة وغير ذلك من متطلبات الحياة، إضافة إلى تأمين السلع والخدمات في الأسواق ولاسيما المازوت والغاز والبنزين والخبز، وأنه يجب أن ترتبط الأسعار بالمواصفات وتتم مراقبتها والتدقيق عليها.
أضاف: كما يجب تفعيل الضمان الصحي لكل أبناء المجتمع، وضبط الأسعار ريثما تتحقق آلية السوق في تحديد سعر التوازن وكميته لجميع السلع والخدمات وخصوصاً الأسعار التي تحدد خارج وزارة التجارة الداخلية، مثل التعليم والدواء وأجور الأطباء والمشافي وغير ذلك الكثير، إضافة إلى تهيئة المناخ الاستثماري لاستعادة الاقتصاد السوري عافيته مثل إعفاءات ضريبية للمشاريع المتضررة والراغبة في استعادة نشاطها الاقتصادي وسهولة التراخيص لجميع الأنشطة الاقتصادية التي تتحقق فيها شروط ذاك الترخيص.
لفت إلى أنه من النقاط التي يجب العمل عليها العمل على ضبط معدل التضخم من خلال سحب الكتلة النقدية من السوق بأساليب أكثر فعالية من المستخدمة حالياً، فبعد رفع الدعم عن المازوت والغاز ووجود حاجة ماسة لهما فإن توفيرهما سوف يؤدي إلى تجميع ثمنهما في الجهاز المصرفي، كما أشار قوشجي إلى أن مجتمعات كثيرة تخلصت من دعم الكثير من السلع والخدمات وتوازن اقتصادها بشكل جيد، بسبب التحول الحقيقي من الاقتصاد المنغلق إلى اقتصاد السوق المنفتح.