اللغة هي أداة المرء للتواصل والتعبير، ووسيلته الأولى لتحصيل المعرفة وتكوين الخبرة وتنميتها، وهي عنصر من عناصر ذات الفرد وشخصيته، فهي التي يُنسب إليها الإنسان فيُقال: هذا عربي وذاك فرنسي وغيره، فلما كانت اللغة كذلك، كان على كل فرد أن يتقن لغة ليحقق بها ذاته، وينطلق منها للاندماج في المجتمع والعمل على نهضته.
اللغة العربية:
اللغة العربية هي لغة القرآن وأهل الجنة، ومنبع الحضارة وذات تاريخ عريق، فلها مكانة كبيرة لدى المسلمين، إضافة إلى كونها توحد الوطن العربي، وتعتبر من أكثر اللغات المحكية في العالم.
فكان لا بد على كل والد وكل معلم أن ينشئ المتربي والطفل على تعلمها منذ الصغر، لكون الطفل في أفضل مرحلة عمرية قابلة للاستيعاب والحفظ، ولكي يوسع من خلال ما تحويه اللغة العربية من تراكيب وألفاظ ومعاني مداركه العقلية وينمي آفاقه.
وتعليم اللغة يقتضي تعليم الطفل جميع جوانبها التي تضم:
- القراءة.
- الكتابة.
- الاستماع.
- التحدث.
حينما نقوم بتعليم الطفل اللغة العربية، فإننا نعمل على إحياء لغة الأجداد ونعطيها حقها في النطق والكتابة، ولا نعلم الأطفال هذه اللغة إلى عن طريق المعلم فيجب عليه الابتعاد عن العامية(ليس لغة عربية صحيحة، وقد تختلف من بلد إلى بلد أو حتى من قرى إلى أخرى)، ومع مرور الزمن سوف يمتلك الطفل معلومات قيمة وصحيحة عن اللغة العربية.
وسائل تعلم اللغة العربية:
إن من أهم الوسائل التي تساعد الطفل على اكتساب مهارة اللغة العربية وحبها:
- الممارسة والتطبيق: وهي الطرقة الأهم والأكثر فعالية في تعلم اللغة العربية السليمة، فكيف لطفلٍ تريده أن يتعلم ويتكلم اللغة العربية الفصحى وكل من حوله من أهلٍ وأصدقاء يتكلمون باللهجة العامية، فالطفل لا يقتنع بما سيعمله إذا لم يجد من حوله يطبقونه ويعملون به.
- التلقين المباشر: تُجنى فوائد هذه الطريقة من تفاعل المدرس مع الطفل عن طريق السؤال والجواب، والألعاب لتطوير فكره عن طريق عرض الصور والرسومات وشكل التي تمثل الحروف الهجائية، والجمل والكلمات وأسماء الأشياء التي يشاهدها أو سمعها من حوله، دون أن يشعر الطفل بأنه في درس تعليمي.
- القصص: للقصص أثر كبير في نفس الطفل وبالأخص إذا قدمت له بطريقة شائقة، ثم تطلب منه أن يعيد سردها، أو يقوم بتمثيلها، ومع التقدم التكنولوجي، أصبحت المكتبات تقدم قصصا كثيرة، وكتبا تعليمية (ورقية وإلكترونية) قد تكون أفضل بكثير من الهواتف الذكية بما تضمه من حركات وأنماط تعطي للمعلومة بعدًا إضافيًا يساعد على ترسيخها.
- الغناء والأناشيد: كالأشعار المتناسبة مع متطلبات الأطفال (الألوان، والطعام، وغير ذلك ) خفيفة الأوزان، سريعة الإيقاع، سهلة الألفاظ والتراكيب، وتلك التي تستهدف إثارة مشاعر الاطفال نحو الخير والجمال والمثل العليا.
- الصور والرسومات: ما يزال عقل الطفل بيئة تستوعب ما يجذبها ويلفت نظرها فقط، فلا يمكن بورقة بيضاء وقلم أسود وكلمات عامية وأسلوب بسيط أن ينمو عقل هذا الطفل وتتوسع مداركه، فكان لزاماً على المربين استخدام اللوحات والصور الملونة ومقاطع الفيديو المتحركة وغير ذلك مما يلفت نظر الطفل ويدفعه للتفاعل مع ما يدرك ومن ثم يتعلمه.
أهمية تعلم اللغة العربية:
إن أهمية تعلم اللغة العربية تنبع من أهمية مكوناتها الأربعة (القراءة والكتابة والاستماع والتحدث)، وسنذكر أهمية كل منها:
- فوائد الاستماع: هي وسيلة الإدخال الأولى لدى الطفل، فالطفل يبدأ يمع لما حوله منذ الشهر الرابع من الحمل، لذلك فبتطوير مهارة الاستماع والإنصات، تتطور ذخيرة الفرد المعرفية وتنمو، ويستطيع من خلالها الإبداع في مهارات اللغة الأخرى.
- فوائد القراءة: القراءة كذلك وسيلة إدخال، تمكن الفرد من التفاعل مع محيطه والحصول على متطلباته، فمن خلالها يتمكن الفرد من إدراك المعلومات من الكتب، ومن معرفة الأخبار من المجلات والصحف، وغير ذلك.
- فوائد التحدث: هي المقابلة للاستماع، فهي وسيلة الإخراج الأولى والتي من خلالها يستطيع الفرد التعبير عما يجول في خاطره، ومناقشة الغير وإبداء الرأي والسؤال والتعلم.
- فوائد الكتابة: الكتابة حالياً شرط أساسي في أغلب فرص التوظيف، فشخص لا يكتب كأنه لا يعلم، هي التي تسمح للفرد بتدوين أموره وملاحظاته، والاحتفاظ بما تعلمه واكتسبه.
والأهم من كل ما سبق أن اللغة العربية هي لغة القرآن ولغة أهل الجنة.
في النهاية:
إذا أردنا الحفاظ على لغتنا العربية (لغة القرآن) فإنه لا بد أن نهتم بترسيخها لدى الجيل الصاعد، لأنهم هم من سيبنون المستقبل ويسهمون به، فإذا أهملناهم أهملنا المستقبل وأهملنا اللغة العربية، وكنا عوناً على هدمها واندثارها بدلاً من أن نكون يداً لعزتها ورفعتها.