أماكن سياحية في سورية
لا يخفى على أحد عراقة وتاريخ سوريا، ففيها أقدم عاصمة مأهولة بالسكان بالتاريخ دمشق، وكانت عبر زمانها جزء من طريق الحرير للتجار، وبرزت فيها الكثير من الحضارات التي تشكل اليوم تاريخ يُذكر ومناطق سياحية تُقصد من قبل الزوار، سنستعرض في مقالنا أبرز المناطق السياحية في سورية في 5 مدن منها.
مناطق سياحية في سورية
يمتاز أهالي سوريا بالكرم، فهي أرض الحضارة وورث الأجداد القديم ويسعى الأفراد في أيامنا هذه إلى الحفاظ على هذه الصورة الحسنة للبلد فتكاد لا تجد مكان شعبي أو سياحي إلا وتنتشر فيه الضيافة والتوزيع كذلك يمتاز أهل سوريا بالنخوة والشهامة وهذا لا يخفى على أحد وكلنا شاهدناه في المسلسلات الشامية التي تعكس تاريخ سوريا العريق.
بسبب طبيعة سوريا الجغرافية وموقعها المتميز، فإن الجو فيها معتدل نسبي إذ إنها مقصد مهم جداً لكل الراغبين في قضاء العطل بعيدا عن حر الأجواء وشدتها يعود ذلك إلى بعدها عن خط الاستواء وإطلالها على البحر الأبيض المتوسط.
المسجد الأموي في العصمة دمشق
يتوضع المسجد في مركز العاصمة، ويعد أبرز معالمها الأثرية بتاريخه العريق ونمطه المعماري وهو رابع أكبر مساجد العالم بمساحة 15229 متر مربع.
لماذا سمي المسجد الأموي بهذا الأسم؟
تعود تسميته إلى الملك الأموي الوليد بن عبد الملك بن مروان، الذي بناه في عام 705م، بمشاركة حرفيين وصناع من مختلف الثقافات كالفرس والهنود واليونانيين، للاستفادة من إبداعهم وجمال عملهم في إنتاج أفضل نموذج فخم يلائم مسجد كبير كالمسجد الأموي.
يضم المسجد 3 مآذن:
المآذن التي يضمها المسجد الأموي بدمشق:
المئذنة الشمالية (مئذنة العروس): وهي الأقدم
مئذنة النبي عيسى: وهي الأطول، وسميت بذلك اعتقاد من الناس بأن المسيح عيسى عليه السلام سينزل في هذه المنطقة ليحارب الدجال.
مئذنة قايتباي: وهي آخر المآذن الثلاثة بناءً، تم بناؤها في العصر المملوكي.
يضم المسجد صالات واسعة (مشاهد) تعددت استخداماتها على اختلاف الزمن، وتم إلحاق تسمية خاصة بكل ركن منها:
الجهة الشمالية الشرقية: مشهد علي والحسين: مزار ومقام رأس الحسين بن علي.
الجهة الشمالية الغربية: مشهد عثمان بن عفان: حاليً هي قاعة شرف للاستقبال.
الجهة الجنوبية الشرقية: مشهد أبي بكر الصديق: حالياً هي متحف المسجد.
الجهة الجنوبية الغربية: مشهد عم بن الخطاب: حالياً هي مقر إدارة المسجد.
ماذا يضم المسجد الأموي بدمشق؟
يضم المسجد مدفن النبي يحيى عليه السلام، والفتحة التي وضع فيها رأس الحسين بن علي رضي الله عنه، وكذلك رفات صلاح الدين الأيوبي فاتح القدس.
أبرز قبب المسجد هي قبة النسر، وهي القبة الظاهرة في الصور الشائعة للمسجد، وتقع فوق مركز المصلى وتعد أكبر القبب بقطر 16 متر وارتفاع 45 متر أما القبب الأخرى فهي قبب صغيرة موجودة ضمن فناء المسجد وهي قبة الخزنة: التي استخدمت خزنة لجمع الموال.
وقبة الوضوء: في وسطها أنبوب ماء نحاسي يضخ الماء للأعلى وقبة الساعات: لأنها كانت مركز التوقيت في العصر العثماني.
نواعير حماة في محافظة حماة
توجد على شواطئ نهر العاصي في مدينة حماة يعود إنشاء هذه النواعير إلى عهد الآراميين وتعد أكبر وأقدم ناعورة في العالم.
وهي آلات خشبية مائية تتحرك بالقوة المتولدة من حركة المياه، تقوم برفع مياه النهر وصبها ضمن القناطر إلى البساتين على جانبي النهر.
تتكون الناعورة بشكل رئيس من القلب: وهو مركز الناعورة المصنوع من خشب الجوز المتين، والدوائر وهي اثنتان مصنوعتان أيضاً من خشب الجوز، والصناديق لجمع الماء وحمله للأعلى والميازيب التي ينصب فيها الماء.
آلية عمل نواعير في حماة:
مبدأ عمل الناعورة هو أنها تغطس أثناء دورانها في الماء وصناديقها فارغة منقلبة، ثم تمتلئ بالماء وترتفع نحو الأعلى وتصب المياه في أقنية وتوزعه بشكل رئيس على البساتين المجاورة للنهر، إضاقة لبعض الجوامع والمقاهي وغيرها.
وبهذه الوظيفة التي تؤديها؛ فقد شكلت أحدث وسيلة ري في ذلك الزمن، وكانت عمادًا أساسيًا في الاقتصاد الزراعي. أما حاليًا فبفضل الوسائل الحديثة المتطورة من الري المعتمدة على المضخات والكهرباء فقد تناقصت أهميتها الزراعية ولكنها ظلت كمعلم سياحي فائق الروعة للسياح.
قلعة حلب في محافظة حلب
معروفة القلاع دائما عند جميع الناس؛ فكلنا بمخيلتنا صورة لها مما نشاهده من أفلام ومسلسلات وغير ذلك لكن هذه القلعة ذات طابع ونمط مميز عن غيرها من القلاع.
ما سبب تسمية محافظة حلب بهذا الاسم:
بداية يرجع سبب تسمية حلب بهذا الاسم للأقوال التي تزعم أن الخليل إبراهيم عليه السلام كان يحلب بقرته على التلة الموجودة في ذاك الموضع.
القلعة قصر محصن متوضع على تل مرتفع في مركز حلب القديمة، يعود إلى العصور الوسطى بالألفية الثالثة قبل الميلاد؛ فهي واحدة من أقدم وأكبر القلاع في العالم.
تعاقبت عليها منذ نشأتها الكثير من الحضارات والسلطات كالإغريق والروم والعرب من مماليك وأيوبيين.
أبرز أجزاء القلعة في حلب:
المدخل: عبارة عن جسر مقنطر مبني على خندق والقصر الأيوبي والحمام المكون من 3 أقسام: القسم الأول لخلع الملابس والاستراحة والقسم الثاني غرفة غير ساخنة لكنها دافئة والقسم الثالث عبارة عن غرفة بخار وقاعة العرش المملوكية: وهي أبرز المعالم الأثرية في القلعة تقع فوق برج المدخل الرئيس للقلعة بمساحة 622 متر مربع والممرات تحت الأرض المتصلة بالأبراج والتي تصل إلى داخل المدينة إضافة إلى آبار المياه كالبئر الأيوبي والبئر الهلنستي.
تعد القلعة رمز سياحي ومقصد مهم للكثير من السياح، ولشدو أهميتها صكت على النقود (فئة ال 5 ليرات) ووضعت كشعار لجامعة حلب، وشعار للمحافظة.
مدرج بصرى في محافظة درعا
من أبرز معالم سوريا التراثية يقع في قلعة بصرى الأثرية في جنوب المدينة وليس مركزها، بني في عصر السيطرة الرومانية بين عامي 117-138 ميلادي، ومحفوظ بشكل متقن إلى الحين.
من ماذا يتكون مدرج بصرى في محافظة درعا؟
المدرج مكون بشكل أساسي من:
منصة التمثيل (بمساحة 2473 متر مربع)
المنصة مزينة بمحاريب وأبواب كبيرة (الباب الأول للزائرين أو للمسافرين، الباب الثاني لسكان المدينة، الباب الثالث للطبقة العليا).
توجد في الجدارين الجانبيين حول المنصة شرفات كان يجلس عليها حاكم الولاية وكبار الرسميين والزوار ووراء الجدار الغربي للمنصة باحة مكشوفة للاستراحة.
مسرح (بارتفاع 22 متر):
المسرح منحوت من الحجر البازلتي، عبارة عن 3 أقسام، بينها ممرين، كل مدرج يضم 37 صفاً من المقاعد المتصلة، (منها ما هو مخصص للشيوخ وآخر للفرسان والطبقة الوسطى) ثم ممر تليه 5 صفوف للعامة، وتوصل إلى المستويات الثلاثة أدراج صاعدة تحت ممرات معقودة تسمح بالدخول والخروج خلال عشر دقائق.
هذ كله يتسع لحوالي عشرة آلاف مشاهد، يستطيعون رؤية وسماع كل ما يجري في باحة العرض بوضوح.
خلال العصر العباسي، أغلقت جميع أبوابه الخارجية وتركت له منافذ صغيرة فأصبح بمثابة حصن وذلك عندما تم تهديد حاكم دمشق من قبل قبيلة بني مرة وفي العصر الفاطمي بنيت ثلاثة أبراج ملاصقة للجدران الخارجية الشرقية والغربية والشمالية وفي زمن الحروب الصليبية بنى الملك العادل الأيوبي وأولاده في القرن الثالث عشر الميلادي تسعة أبراج محيطية ومستودعات ضخمة وخزان مياه، كل ما سبق حول من المسرح إلى قلعة تامة محاطة بخندق ذات مدخل واحد، حالياً تقام على هذا المدرج العديد من الفعاليات والأنشطة أهمها مهرجان بصرى الدولي.
آثار تدمر في محافظة حمص
واحدة من أبرز وأهم معالم سوريا السياحية تقع في محافظة حمص، شمال شرق دمشق، مدينة ترجع نشأتها إلى الألفية الثانية قبل الميلاد في العصر الحجري الحديث.
كانت المدينة سابقاً نقطة تقاطع عِدَّة طرق تجارية في العالم القديم أهمها طريق الحرير والذي امتدَّ من الصين شرقاً إلى أوروبا غرباً؛ مما جعلها دورة مزدهرة مفعمة بالنشاط والعمران، تشتهر المدينة بمعماريتها ذات الطراز الرفيع، وأبنيتها فائقة الارتفاع.
أبرز معالم مدينة تدمر الأثرية:
مدينة تدمر كما ذكرنا مدينة مزدهرة بالعمران والأبنية والأعمدة البديعة لكن وللأسف بسبب الحروب السورية التي قامت في 2015 في تلك المنطقة فإن أغلبها تم تدميره، ولكن سنرد على ذكرها بشكل عام.
مبنى مجلس الشيوخ مدمّر إلى حدّ كبير
«حمامات ديوكلتيانوس» دُمّرت ولم يتم إنقاذها فوق مستوى الأسس ولا يزال مخطط بركة الاستحمام المحاطة برواق على النظام الكورنثي ظاهراً للعيان.
ساحة تدمر عبارة عن هيكل ضخم أبعاده 71 × 84 متر، ولها 11 مدخل داخل الساحة يوجد 200 قاعدة عمودية استخدمت لحمل تماثيل المواطنين المهمين.
محكمة الجمارك عبارة عن قاعة كبيرة مستطيلة في الأصل، تعود تسمية المحكمة إلى وجود لوح حجري طوله 5 أمتار، كتب عليه قانون ضريبة تدمر.
ترينكلونيون أغورا، قاعة صغيرة مساحتها حوالي 12×15 متراً تتّسع لحوالي 40 شخصاً، كان معبداً صغيراً ثم تحول إلى قاعة ولائم.
المعابد الأثرية في مدينة تدمر الأثرية:
- معبد بل منطقة كبيرة مستطيل الشكل بلغ طول الجدار الخارجي حوالي 205 متراً يتضمن بوابة، أما الغرفة الداخلية فتقع في منتصف المنطقة.
- معبد بعل شمين تتكون الردهة من ستة أعمدة أمام الزنزانة التي كانت جدرانها الجانبية مزينة بأعمدة على النمط الكورنثي.
- معبد نابو مدمر إلى حدٍ كبير ولكن لا تزال قواعد أعمدته قائمة وكان المعبد في الاتجاه الشرقي حسب مخططه؛ يقود السياج الخارجي إلى منصة طولها 20 متراً عبر رواق.
- معبد اللات مدمّر إلى حدٍ بعيد ولم يتبقَّ منه سوى منصّة واحدة، وبضعة أعمدة وإطار الباب فقط. داخل المجمّع، تمّ حفر أسد عملاق (أسد اللات وقد أُنقِذ من جدار مجمّع المعبد).
- معبد بعل-هامون يقع أعلى قمة «جبل المنطار» الذي يشرف على ينبوع إفقا المعبد تم تدميره وكان يتكون من غرفة ودهليز بعمودين كان للمعبد برجاً للدفاع ملحقاً به كما تمّ الكشف عن محراب بفسيفساء وكشف عن زنزانة ودهليز مزينة بأثلام.
وختاماً من موقع تويال للمعلومات حول الأماكن السياحية في سورية:
لا يمكن القول سوى أن سوريا هي بلد الحضارة والتاريخ العريق، ففي كل بقاعها تضم معالم وآثار متنوعة ومتعددة تعكس ما كان فيها من حضارة وازدهار، وتشير إلى أفق ومستقبل كاد لولا الحرب التي أصابتها أن يكون أفقًا واسعًا سابقًا غيره من الدول.