عند التفكير في دولة العراق، نفكر بشكل تلقائي في آثار ونصب تذكارية وصروح معمارية، كما نفكر أيضا في المناظر الطبيعية مثل الأنهار والممرات المائية المميزة، ولا غرابة في ذلك.
مناطق سياحية في العراق
تعتبر بلاد الرافدين كانت على امتداد تاريخها موطن الكثير من الحضارات، وعاصمة الدولة العباسية ومطمع العديد من المحتلين والأجانب لخيراتها الكثيرة وما فيها من علم وفكر وحضارة في شتى المجالات.
الطقس في دولة العراق
بسبب طبيعة العراق الجغرافية وموقعها المتميز، فإن الجو فيها معتدل نسبي إذ إنها مقصد مهم جدا لكل الراغبين في قضاء العطل بعيدا عن حر الأجواء وشدتها يعود ذلك إلى بعدها عن خط الاستواء ومرور أهم نهرين في الشرق الأوسط ضمن أراضيها؛ نهر الفرات ونهر دجلة، والتي منهما اكتسبت العراق اسم بلاد الرافدين، سنستعرض في مقالنا أبرز المناطق السياحية في العراق في 5 مدن منها.
مسجد الجوادين في بغداد
مدينة بغداد هي عاصمة العراق بلاد الرافدين (الفرات ودجلة) واحدة من أبرز المدن عبر التاريخ؛ فقد كانت على امتداد تاريخها منارة للعلم ومقصدا لطلاب العلم والفكر، وقامت فيها الكثير من الحضارات والخلافات، وكانت عاصمة الدولة العباسية كل ذلك جعل فيها الكثير من المعالم والصروح التي تجعلها مدينة سياحية بامتياز.
وواحد من معالم بغداد السياحية هو معلم ديني: مسجد الجوادين، يُعتبر مسجد الجوادين من أكبر المساجد الموجودة على مستوى العراق ويعد المسجد أفضل مكان للاستمتاع بالهندسة المعمارية الفخمة القديمة.
معلومات حول مسجد الجوادين في بغداد بدولة العراق:
يعود تاريخ مسجد الجوادين لعصر الدولة العباسية والمعروف وقتها باسم مسجد باب التبن، ثم شهد البناء العديد من التغييرات التي ارتبطت ببعض الحُكام والأمراء الذين حكموا بغداد:
- في عام 914 هجري، تم إعادة بناء هذا المسجد على يد الشاه الصفوي إسماعيل، وأصبح يُعرف باسم المسجد الصفوي.
- ثم أكمل سليمان القانوني (الذي تولى حكم بغداد في عام 941 هجري) توسعة المسجد والتعديل على طريقة بنائه.
- ثم توالت فيما بعد عملية الإعمار والترميم والتوسعة على يد العديد من الشخصيات العراقية والإيرانية والتركية المعروفة.
- وقد ارتبط مسجد الجوادين بالحضرة الكاظمية فهو يتصل بها من الجهة الشمالية، وأصبح من معالمها المشهورة بعد القيام بتوسيعها ليصبح مسجد الجوادين من معالم الصحن الكاظمي.
يتميز مسجد الجوادين بتصميمه المعماري المذهل على الطراز العثماني القديم، والزخارف الإسلامية والنقوش الهندسية الرائعة والآيات القرآنية المكتوبة على جميع جدرانه، ويتكون المسجد من 76 عمود، وفي منتصف هذه الأعمدة توجد قبة يبلغ قطرها حوالي 30 متراً وترتفع ما يُقارب 25 متر عن سطح الأرض، والقبة لها أربعة أعمدة إضافية، وتتوزع الأقواس في جميع أرجاء المسجد والتي تم زخرفتها بنقوش إسلامية مميزة.
أما نظام التهوية في المسجد فيعتمد على قنوات التهوية؛ التي تعمل على نقل الهواء الدافئ في فصل الشتاء من أعلى نقطة في القبة إلى منطقة إيوان الصلاة، وتقوم في فصل الصيف بنقل الهواء البارد من أسفل بناء المسجد إلى باحة الصلاة.
أهمية الثقافية لمسجد الجوادين:
تنبع الأهمية الثقافية والدينية لِمسجد الجوادين من دوره المهم:
- فقد كان مركز لتدريس العلوم المُختلفة، وتحفيظ وتلاوة القرآن الكريم.
- درس فيه العديد من العلماء العراقيين وعلماء العالم الإسلامي مثل: أبو القاسم الموسوي الخوئي، والسيد شهاب الدين المرعشي النجفي.
- كانت تُقام المناسبات الدينية المُختلفة فيه، مثل الاحتفالات الدينية.
- كان العديد من علماء الكاظمية يقومون بعقد الاجتماعات واللقاءات في مسجد الجوادين منذ بداية القرن العشرين.
ومن الجدير بالذكر بأن مسجد الجوادين تم تحويله إلى مركز لتدريس العلوم المختلفة على يد الخالصي الكبير وكان يقوم بإلقاء العديد من دروسه في هذا المسجد.
قلعة أربيل في أربيل
أربيل هي واحدة من أجملِ المدن العراقية، وأكثرها حداثةً وتطوراً، تقع في الجهة الشمالية من العراق. ومع ذلك، فإن أربيل واحدة من أعرق مدن العالم، فقد تم تشييدها قبل 7 آلاف عام، وتضم القلاع والحصون والأبراج والطبيعة الغنّاء البكر، التي تستقطب السياح من كل حدب وصوب، وأبرز المعالم السياحية في أربيل هي قلعة أربيل، التي تجمع بين حضارات متعددة بابلية وآشورية وسومرية وإسلامية، وبداخلها مسجد كان يشكل أول معلم ديني في العصر الحديث.
ميزات قلعة أربيل:
- قلعة أربيل، هي أبرز معالم العراق التاريخية والسياحية، وواحدة من أهم نقاط الجذب السياحي في أربيل. تعتبر من أهم أماكن التراث لمنظمة اليونسكو. تقع في وسط المدينة على قمة تل بيضاوي الشكل، وقد شيدت قبل 6000 عام.
- يحوي موقع القلعة بقايا مستوطنات سابقة، وآثاراً تدل على حضارة كبيرة سادت على مر العصور؛ ففي الماضي كانت قلعة أربيل عبارة عن معبد للآلهة.
- تقدر مساحتها الأرضية بـحوالي 110 متر مربع، ويبلغ ارتفاعها عن سطح البحر ما يقارب 431 متر، أما ارتفاعها عن سطح الأرض فيقدر بـ 25 إلى 30 متر.
- تتميز بنمط معماري فريد يشبه المروحة يعود للعصر العثماني، وتحتوي على متحف للأحجار الكريمة هو الأول من نوعه في العراق.
- ويمكن ملاحظة آثار العصر العثماني في الأزقة الضيقة الملتوية والبوابة الرئيسة التي تتفرع منها طرق مسدودة، ولا يزال الهيكل الحضري لمستوطنة القلعة واضحاً في تقسيم الكتل والأزقة.
حاليا يُنفذ في القلعة مجموعة من النشاطات السياحية لجذب السياح لعدة أهداف منها وطنية واقتصادية، وتخضع القلعة لمخطط ترميم شامل بالتعاون مع منظمة اليونسكو التي أدرجتها ضمن قائمة التراث العالمي.
منزل بدر شاكر السياب في البصرة
تقع مدينة البصرة في منطقة نهر العرب التي تحاط بكورنيش مدينة البصرة أقصى جنوب العراق، والبصرة واحدة من أشهر أماكن حروب العراق، لذلك كونت تاريخ حضاري من الماضي، وكانت في الماضي محط رحال الكثير من العلماء والأدباء، ونجد فيها أشهر مقابر أئمة الدين الإسلامي الأوائل.
إضافة إلى ما تحويه من طبيعة خضراء، ومناطق مغطاة بالكامل بالنخيل والغابات.
منزل بدر شاكر السياب هو واحد من أهم المعالم التراثية والثقافية الموجودة في البصرة، يقع في قرية جيكور ضمن قضاء أبي الخصيب، 20 كيلومترا جنوبي مدينة البصرة. وهو البيت الذي نشأ وعاش فيه الشاعر العراقي بدر شاكر السياب.
جعلت وزارة السياحة والاثار المنزل كمتحف وواحد من معالم البصرة في 2015، وقال في حينها وزير السياحة والآثار، عادل شرشاب، خلال الحفل الذي أقيم بالمناسبة في قرية جيكور جنوبي البصرة أن افتتاح دار السياب بعد تأهيلها هو تخليد للشاعر الكبير وجاء للحفاظ على الموروث الثقافي والأدبي والتاريخي.
الدار مبنية من الطين والآجر وتبلغُ مساحتها 838 متراً مربعاً، والدار مكونة من طابقين يضم طابقُها الأرضي ثماني غرف متجاورةٍ يتوسطها فناءٌ كبيرٌ (باحة وسطية)، قضى فيها السياب طفولتَه، واستوحى من فنائها وملحقاتها وبساتين النخيل المحيطة بها معظم قصائده؛ مثل قصيدة دار جدي ومنزل الأقنان، مثلما خلّد النهر الصغير الذي يقطع قريته بالعديد من القصائد، حتى صار بويب أشهر من أن يعرّف به.
يعد هذا البيت واحداً من البيوت الأثرية وذلك لكونه أنشئ عام 1800، إذ إنه وفقاً لقانون الآثار فإن المباني التي يعود تاريخ إنشائها إلى ما قبل 200 سنة تعد مواقع أثرية أصيلة، وأما ما دون ذلك فتصنف بأنها مواقع تراثية وذلك في حال كانت تتطابق مع عدد من المواصفات.
متحف السليمانية في السليمانية
السليمانية هي أحد محافظات العراقية التابعة إلى إقليم كردستان العراق تقع مدينة السليمانية على جبال شاهقة الارتفاع في المنطقة الشمالية من العراق، وتتمتع المدينة أيضًا بالمناخ البارد المعتدل عند مقارنتها بعدد كبير من المدن العراقية الأخرى. إضافة إلى أنها تحتوي على مشاهد فنية مزدهرة، وتشتهر بالمطاعم الرائعة التي تقدم وجبات لذيذة، ومجموعة من المناطق الجبلية الوديان والواحات كل ما سبق ذكره، جعل مدينة السليمانية واحدة من المدن التي يقصدها السياح؛ لما تعطي الزائر من الشعور بالراحة والاسترخاء.
أبرز معالم السليمانية السياحية، والذي يقصده الزوار من داخل الجزائر كما السياح من خارجه، هو متحف السليمانية، كما يعتبر متحف السليمانية ثاني أكبر متحف من ناحية الآثار الموجودة فيها، بعد متحف الوطني العراقي. يقع المتحف وسط محافظة السليمانية إقليم كردستان، العراق، ويتوفر فيه العديد من القطع الأثرية القيمة التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، والعصور الإسلامية والعثمانية المتأخرة، ويعود ما في المتحف من آثار إلى العصر الحجري القديم من 15000 قبل الميلاد، وبذلك يعتبر هذا المتحف الرائع جدولًا زمنيًا لتاريخ بلاد ما بين النهرين، ويُعتبر هذا المتحف من المتاحف الضخمة، حيثُ تبلغ مساحته ما يُقارب 6000 متر مربع.
مما يتألف متحف السليمانية في السليمانية؟
- القاعة الأولى: تدور حول الأعمال الحرفية والحياة اليومية لبلاد ما بين النهرين.
- القاعة الثانية: تمثل القطع الأثرية في النطاق الزمني حتى الفترة الكلاسيكية.
- القاعة الثالثة والأخيرة: تبدأ بتلك الفترة (الكلاسيكية)، تنتهي مع الفترة الإسلامية، وتحمل معظم المعروضات علامات كردية وإنجليزية.
زقورة أور في أور
مدينة أور هي موقع أثري في تل المقير في المنطقة الصحراوية لجنوب العراق، على بعد بضعة كيلومترات عن مدينة الناصرية جنوب العراق، وعلى بعد 100 ميل شمالي البصرة وتعد واحدا من أكثر الأماكن السياحية غموض وغرابة في دولة العراق، وكانت أور عاصمة للدولة السومرية عام 2100 قبل الميلاد ومسكن البابليين تتميز بالجدران شاهقة الارتفاع، وبالسلالم ذات الانحدار الشديد، كما أنها تشتهر بعدد كبير من الآثار والمعالم القديمة، وأبرز ما اشتهرت به المدينة من معالم تراثية هو مبنى الزقورة.
تعد الزقورة الصرح المميز لدولة العراق في الحضارات القديمة، كما الحال بالنسبة للأهرامات في بلاد النيل، ومعابد حضارات أميركا اللاتينية، وغيرها وتعني الزقورة باللغة الأكدية المكان المرتفع.
تعد زقورة أور أشهر الزقورات في العراق، تقع على نحو 40 كم إلى الغرب من مدينة الناصرية (340 كم جنوب بغداد)، وكذلك تعد زقورة أور أقدم المعابد التي بقيت في العراق، بناها الملك السومري أور نمو، مؤسس سلالة «أور» الثالثة، وأعظم ملوكها سنة 2100 ق.م. وهي أقدم فكرة للبناء المدرج في العالم، وهي أقدم من الأهرامات المصرية وأهرامات بيرو والأنكا في المكسيك.
زقورة أور مُستطيلة الشكل، أبعادها «200×150م»، وإرتفاعها 45 قدماً، وكانت زقورة أور مكونة من ثلاث طبقات، يرتفع فوقها معبد مُخصّص لعبادة كبير آلهة المدينة الإله سين، ويرتقي إليها بواسطة سُلَّمين جانبيْين، وثالث وسطي، ثم أصبحت فيما بعد تتكون من سبع طبقات في عهد الحكم الآشوري.
مميزات زقورة أور في أور في العراق
لزقورة أور الكثير من الخصائص التي جعلتها واحدا من مقاصد السياح في رحلاتهم، ومنها:
- الشكل المهيب الضخم والانحناء اللطيف لواجهة الزقورة.
- اللون الأحمر القاني للآجُر المستخدم في بنائها، المجفف بأشعة الشمس والمدعم بعدة طبقات سميكة من القصب المنسوج.
- الترتيب المعتمد عليه في البناء، من خلال السلالم الثلاثة المؤلفة كل منها من مئة درجة.
- كل قطعة آجر مستخدمة في البناء مختومة باسم أورنمو.
- وحالياً يتم العمل على مشروع بناء مدينة سياحية ومتحف في هذه المدينة.
ختاما من موقع تويال للمعلومات حول السياحة بدولة العراق
لا يمكن القول سوى أن العراق هي بلد الحضارة والتاريخ العريق، ففي كل بقاعها تضم معالم وآثار متنوعة ومتعددة تعكس ما كان فيها من حضارة وازدهار، وتشير إلى أفق ومستقبل كاد لولا المصائب التي حلت عليه في الآونة الأخيرة أن يكون أفق واسع سابقا غيره من الدول.