الخط العربي لكل إنسان هوية ينتمي إليها ويفتخر بانتسابه إليها، وهذه الهوية لا تأخذ طابع واحد تكتفي به، بل إنها تتعدى لأشكال وأنواع حتى تشبع الفرد بكل احتياجاته، وعندنا نحن العرب، فقد كانت الهوية العربية شاملة واسعة مكوناتها من تاريخ وثقافة وعادات وتقاليدَ، بالإضافة إلى اللغة العربية التي تعد أهم مظاهر الهوية العربية، والتي ضمت فيها الخط العربي وأنواعه.
إذا نظرنا في رحلة حيات الخط العربي، نرى أنه نشأ نشأة عادية وبسيطة، ثم تطور مع تطور الحضارة، حتى كان الخط الحديث الذي ظهرت له نماذج كثيرة خالية من القواعد والضوابط، حيث تناوله الخطاطون بالتحسين، وأضفوا عليه من إبداعهم جماليات حتى أنه صار فناً من الفنون، وابتكروا خطوطاً جديدة من خطوط أخرى، (فخط الثلث مثلاً اشتقه ابن مقلة من خطي الجليل والطومار، وخط الرقعة ابتكره التركي ممتاز بك من الخط الديواني وخط سياقت).
تمت تسمية الخطوط العربية بأسماء المدن أو الأشخاص أو الأقلام التي كتبت بها أول مرة، وتعددت رسوم الخط الواحد في بعضها.
وأكثر الخطوط المشهورة في لغة العربية:
- الخط الكوفي.
- خط الرقعة أو الرقاع.
- خط النسخ.
- خط الثلث.
- الخط الفارسي.
- خط الإجازة أو التوقيع.
- خط الديواني.
- خط الطغراء.
أنواع الخطوط العربية:
حيث سنتحدث بكل ما يتعلق بكل خط من مميزات وعيوب وسبب التسمية وما هي مرحل تطويره واستخدامه الرئيسي.
خط الرقعة أو الرقاع:
هو الخط الأشيع في الاستخدام، وهو الخط الذي يكتب به الناس في البلاد العربية عدا بلدان المغرب العربي؛ لأنه من أصول الخطوط العربية وأسهلها.
سبب تسميت خط الرقعة:
يعود سبب تسمية هذا الخط نتيجت كتابته على الرقاع، ولكن بعض الباحثين كان لهم نظرة أخرى إذ قالوا أنه قلم قصير الحروف، من الممكن أنه أنه مأخوذ من الخط الثلثي والنسخ ومابينهما، وأن أنواعه عديدة.
مميزات خط الرقعة:
يمتاز بالعديد من الأمور أهمها:
- الجمالية.
- استقامته.
- سهل القراءة والكتابة.
- بسيط(غير معقد).
- يعتمد على النقاط، حيث تكتب أو ترسم بشكل مألوف للجميع.
- عدم إشتقاق أي خط منه، ولم يطور، كما هو الحال في الخطوط الأخرى.
متى استخدم خط الرقعة:
استخدم أول مرة من قبل العثمانيين، إذ عملوا على إبتكاره في عام 850 هجري(1446م)، وليصبح الخط الرسمي للمعاملات في كل المؤسسات الحكومية، كون حروفه تمتاز بالقصر وسلس في الكتابة، ووضعت قواعد هذا الخط من قبل خطاط تركي يدعى ممتاز بك في عام 1280 هجري (1863 م).
خط النسخ:
يعتبر من فروع قلم الثلث، ولكنه أكثر قاعدية وأقل صعوبة.
استخدامات خط النسخ:
يُستخدم لنسخ القرآن الكريم، ولكتابة الحكم والأمثال واللوحات في المساجد والمتاحف، ويستخدم في المطابع والآلات الكاتبة وأجهزة التنضيد الضوئي.
يعد خط القدماء من العباسيين الذين ابتكروا وتفننوا فيه، وأكمل العثمانيون بتطوير هذا الخط، حتى أصبح بالغاً حدَّ الجمال والروعة.
مميزات خط النسخ:
يمتاز خد النسخ بالعديد من المميزات أهمها:
- خط جميل.
- واضح في حروفه وقراءته.
خط الفارسي (خط التعليق):
سمي بذلك لأنه نشا في بلاد فارس في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي).
وهو خط جذاب ورائع تتمتع حروفه بالدقة والامتداد، كما يمتاز ببساطته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه، ولا يتحمل التشكيل، رغم اختلافه مع خط الرقعة.
تاريخ الخط العربي: كان الإيرانيون قبل الإسلام يكتبون بالخط البهلوي، فلما جاء الإسلام وآمنوا به، أهملوا هذا الخط، وكتبوا بالخط العربي، تطور الخط الفارسي واخترعوا منه خطوط أخرى مأخوذة عنه، فمن تلك الخطوط:
خط الإجازة أو التوقيع أو الريحاني:
لقب بهذا الاسم بسبب استخدامه في كتابة الإجازات الخطية(الإجازات تعني الشهادات الدراسية)، كما سمي خط التوقيع كون الخلفاء كانوا يوقعون به، وبالنسبة لاسمه الريحاني كون بدايته حروفه ونهايتها تحتوي انحناءات وكأنها أوراق الريحان، وهو عبارة عن مزيج بي الخط الثلث وخط النسخ.
مميزات خط الإجازة:
يمتاز بالعديد من الأمور أهمها:
- سهل التعلم.
- جمال ورزانة.
- سلس القراءة والكتابة.
ختاماً من تويال للمعلومات عن الخطوط العربية:
إن الخطوط العربية بمختلف أشكالها وأنواعها، تعكس الثقافة العربية، والتي تدفع الفرد إلى مزيد من الاعتزاز بهويته العربية، وتدفعه إلى صونها والدفاع عنها والعمل على تعزيزها وعدم ضياعها.